ثمة قضايا مهمة لابد أن يعتني بها الطالب
في التعامل مع أستاذه
فالأستاذ يشكل عنصراً أساسيًّا
يتعامل معه الطالب في المدرسة
ومن هنا كان لابد من ضوابط تحكم
علاقة الطالب بأستاذه
ومنها
أدب الطالب مع أستاذه
ولئن كان لدى الأستاذ تقصير في التزامه
أو في علمه وتخصصه
فهذا لايسقط حقه من التوقير والتقدير
إننا نجد اليوم عدداً من يتولون التدريس
قد ابتلي بمخالفات ظاهرة
ولا شك أن الأستاذ أولى الناس
بأن يكون قدوة صالحة للطلاب
سواء بالتزامه بالأحكام الشرعية
أمام طلابه أوفي تعامله معهم
فلا بد أن يدعوهم بفعله وحاله
لكن هذا الأستاذ الذي يرتكب بعض المخالفات
لا ينظر إليك على أنك شاب ملتزم مستقيم
وهو عاص ضال
ولا أنك أنت أولى منه وأفضل منه
إنما ينظر إليك على أنك لازلت طالبا صغير السن
ومهما كان عندك من الاستقامة والعلم
والخير فأنت لازلت دونه
وهو يفترض أنك مادمت مستقيماً وصالحاً
فلا بد أن تكون حسن الخلق
وأن يرى منك معاملة الأستاذ بما يليق به
ومع حسن المعاملة فلا بد من
أن تحرص على أن تستفيد منه
فهو مهما كان لديه من تقصير
أو ضعف علمي
فهو على كل حال أقدر منك علما وتجربة
حماية عرض الأستاذ
مجالس الطلاب كثيراً ماتملأ بالسخرية من أساتذتهم
أو اغتيابهم والوقوع في أعراضهم
ولئن كان هذا ممقوتاً في حق سائر الناس
فهو في حق المعلم أسوأ وأشد مقتاً
وحين تقع من طالب صالح ومستقيم فهي أشد وأنكى
فمن حق الأستاذ البعد عن تناول عرضه
بل الذب عنه حين يخوض الطلاب في عرضه
عن أبي الدرداء –رضي الله عنه-
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)
فإذا كان هذا في عرض أخيك
فلا شك أن أستاذك له حق عليك
والأمر يحتاج إلى حكمة في تعامل الطالب مع زملائه
فحين تواجه زميلك الذي يقع في عرض
أستاذه فقد لا يستجيب لك
لكن عندما تسلك أسلوباً فيه حكمة
أما ما يفعله بعض الطلاب بإبلاغ
الأستاذ بمن يخوض في عرضه
فهو غير مشروع
بل هو مدعاة لزيادة الشحناء وإثارة البغضاء
التي جاء الشرع بإزالتها بين المسلمين
التعامل مع خطأ الأستاذ
الأستاذ بشر ليس معصوماً
فقد يقع في خطأ
وقد يتحدث في موضوع معين لدى الطالب
فيه معلومات ليست لدى الأستاذ
فحين يدرك الطالب خطأ أستاذه
فهذا لا يعني أنه أعلم منه
ولا أكثر إحاطة
فإن الهدهد قال لسليمان
(أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين)
فهل يعني هذا أن الهدهد أعلم من سليمان؟
إن بعض الطلبة يفرح بمثل هذه القضية
ويقفز مباشرة في وجه أستاذه
ليقول له إن هذا الكلام فيه كذا وكذا
أو سمعت كذا وكذا
وهذا فيه شهوة خفية وحب للظهور أمام الناس
قد لا يشعر به صاحبه
فيجب أن تسلك الحكمة في ذلك
بتصحيح مثل هذا الخطأ بأسلوب مناسب
فمما يصعب على الأستاذ أن يعترف بالخطأ أمام الطلاب
والطالب الحكيم يمكن أن يحدث أستاذه خارج الفصل
فيقول إني سمعت كذا وكذا وقرأت كذا وكذا
فكيف أوفق بين هذا وبين ما سمعته منك في الدرس؟
بل إنه في حالات كثيرة يفهم الطالب ما قرأه
أو ماسمعه من أستاذه فهماً خاطئاً
فيخطئ أستاذه بناء على هذا الفهم
بل يجب أن تسلك الأسلوب الذي ترى أنه فعلا
يؤدي المصلحة التي تريد أن تصل إليها
وتسعى إلى تحقيقها
الاستفادة من الأستاذ المتميز
قلما تجد مدرسة إلا وفيها عدد من الأساتذة المتميزين
علميًّا -بالنظر إلى مستوى الطلاب على الأقل-
ومن هنا على الطالب أن يحرص
على أن يستثمر هذه الفرصة
فوجوده مع الأستاذ محدود
وتدريس هذا الأستاذ له مدة محدودة
فليحرص على أن يستفيد منه قدر الإمكان
ولو حتى خارج الفصل
بل يجدر به أن يقوي صلته مع هذا الأستاذ
ويحرص على الاستفادة منه سؤالا
واستشارة و مناقشة