ahmed فارس
عدد المساهمات : 118 نقاط : 5147 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/03/2011 العمر : 47 الموقع : hgh
| موضوع: الثقافة المعلوماتية: الإثنين أبريل 04, 2011 6:27 am | |
| الثقافة المعلوماتية ومما هو بديهي أن يسعى الأطفال من سن الوعي للإقبال على ما يتوفر لهم من وسائل المعرفة، فيتابعون بنهمٍ برامج التلفاز وألعاب الفيديو والكمبيوتر، وهنا تكمن مشكلة التوجيه المعرفي وضرورة السيطرة على المادة المعلوماتية المعروضة في تلك الوسائط، والتي يمكن أن تكون سلبية وخطيرة بقدر ما هي مفيدة ونافعة.
ويتضح الضعف في المعلوماتية العربية خلال استعراضنا للشبكات العاملة في فضاء الإنترنت فنجد أن ما يزيد على 99% من البرامج والمواد المعلوماتية باللغات الأجنبية وأولها ما نسبته 48% الصينية ثم اليابانية فالإنجليزية - أمريكية وبريطانية وأخرى تابعة لتلك الثقافة- وتتوزع النسب المتبقية على اللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية، ومن ثم النسبة الصغرى اللغات والثقافات الأخرى، ومنها العربية التي لا تكاد تصل إلى نسبة 1%. مما يثبت لنا وجود ما يمكن أن نطلق عليه " فجوة المعلومات". فجوة المعلومات:
إن معاناة الوطن العربي من ( فجوة المعلومات ) يتعارض مع ما تملكه أمتنا من حضارة ومعلومات إنسانية وعلمية، لقد برزت تلك الحقيقة في النقص القائم في شبكات المعلومات العربية وعدم فاعلية مراكز البحث العلمي والمؤسسات المعلوماتية العربية في هذا المجال بالشكل المؤثر المطلوب، ولعل ذلك يشير إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لعمل الحقل المعلوماتي العربي وغياب الحوافز التشجيعية والمكافآت للقادرين على البحث العلمي وإثراء المعرفة.
والمتصفح للمواقع على شبكة الإنترنت يتضح له مباشرة ذلك التفاوت بين الكم المعلوماتي الأجنبي والعربي، ولولا المتبرعون من المثقفين والمفكرين العرب بإقامة مواقعهم وصفحات خاصة بهم لكانت المساحة المعلوماتية العربية أكثر فقراً. وهذا منبع الخطر على البنية الثقافية والفكرية للجيل الصاعد الذي لا يجد بديلاً معلوماتياً عربياً كافياً يغنيه عن التلقي المعرفي من المصادر الأجنبية التي تحمل في معظمها أفكاراً لا تنصف الأمة العربية، بل قد تكون معادية تشوه صورة العرب وتزور التاريخ وتبدل الحق بالباطل. واقع الثقافة العربية:
وفي واقع الأمر إن نظرة الثقافة العربية إلى الثورة العلمية والتقنية وثورة المعلومات نظرة تتصف في مجملها بالحيادية الساذجة أو الجهل بما يدور في هذا المجال، وبعضنا يتحدث عن التقنية ووسائل الاتصال وكأنها معجزات كونية هبطت من كوكب آخر من الفضاء البعيد، ونحن نتحدث اليوم عن ذلك دون أن يساورنا الشك بأن هناك عقولاً عربية مبدعة خارج الوطن ساهمت في طليعة التطور ولديها المقدرة على العطاء العلمي والثقافي وإغناء مصادر المعلومات التكنولوجية بالعلوم العربية وبسير تاريخ الأمة العربية والإسلامية. مخاطر المعلوماتية على اللغة العربية:
ومن أحد ملامح ظاهرة المعلوماتية على المتلقي العربي وخاصةً أبناء الجيل الصاعد، هو ذلك التداخل الثقافي الذي أفرزته وفرة وسائل الاتصال باللغات الأجنبية، حيث استطاعت الدول القوية بأدواتها وخبرتها ومنسوجها الثقافي أن تغزو الشعوب الضعيفة التي تفتقر إلى قوة الثقافة وقدرة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، فيسهل إذابتها في عناصر الثقافات القوية، واللغة الأجنبية هي أحد أهم المفردات التي تفرضها الثقافة الغازية على المجتمعات النامية لتصبح مفردات تلك اللغات عنواناً رئيسياً في كثير من العلوم، وبذلك تفقد اللغات الضعيفة التي لا تستند إلى ثقافة أصيلة ونسيج ثقافي متماسك وجودها وتصبح من اللغات الميتة، وهذا ما تواجهه لغتنا العربية، التي لولا القرآن الكريم وارتباط لغتنا بالإسلام لاندثرت وأصبحت من لغات الماضي، والخطير في الأمر أن اللغة الأجنبية أخذت تصبح شيئاً فشيئاً مفتاحاً لدخول العالم الجديد، ومظهراً للتقدمية خصوصاً عندما تفقد المجتمعات إيمانها بثقافتها وتتنصل من أصالتها هروباً من واقعها المتخلف، كما توحي الشعوبية الجديدة بذلك في حملاتها ضد أمتنا، مؤكدةً أن اللغة الإنجليزية خاصةً ليست مجرد وسيلة للتخاطب، وإنما بالدرجة الأولى آلة للتفكير والنقد والتعلم
| |
|