" سننظر في الأمر وقد نعاود الإتصال بك , كن على استعداد "
" التالي "
دخل من الباب شابٌ في مقتبل العمر , بملابس شبه رياضية , وكان واضحاً بأنه لم يرى مظهره قبل خروجه , يحمل في يده ورقة واحدة سُطِرت بكلمة ( سيرة ذاتية ) , تحتوي اغلبها على معلومات عنه فقط ... ودون ان يلقى السلام .. مد بيده تلك الورقة إلى ذلك المدير ....وعلى وجهه ابتسامة خبيثة .
نظر المدير إلى سيرته الذاتية , ولفت نظره الاسم , رفع احدى حاجبيه حتى قرأه كاملاً , ارتبك قليلاً ثم قال " تفضل يا بني .. تفضل استرح " .
وبدأ بطرح الأسئلة عليه " قل لي يا بني , كم كان تقديرك عندما تخرجت من الجامعة "
اجابه بقوة وصوت مرتفع ثابت " مقبول "
كان مساعد المدير يدوّن تلك المعلومات , وعندما سمع جوابه , نظر بغرابة إليه مرة اخرى , لقد قال تلك الكلمة دون ادنى حرج .. حتى دون ان يخفض صوته , البعض يخجل من قول " جيد " ... هل يظن بأنها تعادل " امتياز " او ما شابه !! .
" حسناً لا بأس بذلك " قال المدير , ثم تابع بعجلة " وهل تتحدث الانجليزية بشكل جيد " .
توجهت نظرات ذلك الشاب إلى الأعلى قليلاً وكأنه يفكر في اجابة ... ثم قال " اظن بأنها مقبولة ايضاً , لكنني اواجه بعض الصعوبة في القرآءة والمحادثة " .
ابتسم المساعد لتلك الإجابة اكثر , وقد عرف حينها بأنه لا محالة .... ( طلب وظيفة غير مقبول )
تابع المدير وقد شعر ببعض الضجر " لا بأس لا عليك , بقي هنالك سؤال واحد , هل تستطيع استخدام الحاسوب ؟" ...
ظهر الإنزعاج على وجه ذلك الشاب , وقد علت عقدة على جبينه ... " في الحقيقة , ليس كثيراً , اجيد تشغيل الألعاب و الموسيقى ليس اكثر "
اجبر المدير نفسه عدم العبوس , وكأنه يحاول ان لا يفقد اعصابه " لا بأس سنقوم بتعليمك على ذلك , تم قبولك يا بني , تستطيع استلام الزي الرسمي عند خروجك , وحاول التواجد غداً في تمام الساعة الثامنة صباحاً " .
لم تكن كلمات المدير قد اختلط فيها اي لون من المزاح , نظر المساعد إليه بغرابة وكاد ان يقوم من كرسيه , لكن المدير رماه بنظره حادة في لحظات , وقبل ان يشعر الشاب بأي شي .
" اشكرك يا سيدي , سأكون غداً في الموعد المتفق عليه "
" حسناً سنكون بإنتظارك , واتمنى ان توصل سلامي إلى عمك اللواء , وبلغه تحياتي "
وعندما انصرف ذلك الشاب , نظر المدير إلى المساعد قائلاً " لا علاقة لك بما حدث "
" التالي "
تمت