يسيطر القلق الامتحاني على الطلاب قبل وأثناء الامتحانات ( خاصة طلاب الشهادات العامة أساسي + ثانوية عامة ) ، و هو أمر طبيعي وسلوك عرضي مألوف مادام في درجاته الطبيعية يترك أثاراً سلبية أو إيجابية على الطلاب ،
ويعد ذا دافعية إيجابية لتحقيق الانجاز المأمول ، أما إذا ظهر بشكل أعراض غير طبيعية كانعدام النوم وفقدان الشهية وعدم التركيز وكثرة التفكير في الامتحان وعدم القدرة على استذكار المعلومات المرتقبة ... فإن هذه الأعراض وغيرها تربك الطالب وتحد من أدائه المطلوب في الامتحان، وينتج عنه ما يسمى (بقلق الامتحان ) أوالخوف من الامتحان ويؤثر بشكل ملموس على توافق الطالب الشخصي والاجتماعي والدراسي و يترافق بجملة من الأعراض الفيزيولوجية.
أسباب القلق الإمتحاني
تتعلق أسباب القلق الإمتحاني بثلاث مناحي وهي (الأسرة و الطالب نفسه و المعلم ) حيث تنظر العائلة إلى ولدها على أنه مقصر ويطلبون منه بذل مزيد من الجهد دون تقدير منطقي لإمكاناته، بالإضافة إلى الاهتمام المبالغ فيه بمستقبل الطالب أو عدم الاكتراث، والآمال المرتقبة بما لا يتناسب مع قدرات الطالب وكثرة التحذيرات التي تفقد طالبنا الثقة بما يدرسه ، والتدخل الزائد بشؤونه الطالب والمراقبة الشديدة ناهيك عن الجو الأسري غير المستقر والمشحون والتوتر والاضطراب والذي يؤثر سلباً في نفسية الطالب ويجعله قلقاً .
أيضاً قد يكون الطالب سبباً من الأسباب التي تؤدي إلى ولوجه في حالة القلق الإمتحاني إذا كان ( غير مجد في دراسته - طموحه غير متوافق وقدراته - لديه أفكار سلبية عن موقف الامتحان - خوفه من الفشل وأهمية التفوق لدى الطالب -حالة النسيان التي تصيب الطالب أثناء الامتحان وعدم مقدرته على التركيز والتثبت من معلوماته ) .
قد يكون المعلم في بعض الحالات مصدر القلق بالنسبة لطلبته وذلك من خلال ضعف متابعة المعلم للطالب، ولسير العملية التربوية أولاً بأول وعدم التواصل مع الأهل وإطلاعهم على مستوى الطالب ، وتصوير الامتحانات على أنها نهاية مأساوية الطالب في حال رسوبه .
وهناك أسباب أخرى تتعلق بطبيعة المناهج وطريقة الامتحانات بالإضافة إلى مواقف التقويم ذاتها، فالإنسان إذا شعر أنه موضع تقويم واختبار فإن مستوى القلق سيرتفع لديه .
وعموماً هناك نوعين أساسيين من القلق الامتحاني أولهما القلق الموضوعي (الايجابي ) وهو مفيد لأنه يجعل الطالب أكثر انتباهاً واستعداداً لمواجهة الامتحان ويدفع الطالب إلى الدراسة والاستذكار والتحصيل المرتفع ويجعل أداؤه أفضل وكم من حالات تفوق كان القلق سبباً رئيسياً في الوصول إليها .
وثانيهما القلق المعطل السلبي وتختلف شدته من طالب لآخر ويترافق مع توتر شديد يزيد الانزعاج والرهبة أو يستثير استجابات غير مناسبة مما يؤثر سلبا على قدرة الطالب ويجعله غير قادر على التذكر ويربك أداؤه في الامتحان .
التخفيف من قلق الامتحان
هناك أساليب إرشادية تسهم بالتخفيف من مستوى القلق الامتحاني فجميعنا ينتابنا الارتباك والخوف عند الامتحان ولكن علينا أن نميز بين القلق المحمود والقلق السلبي .
ينصح بالنوم و للتغذية الجيدة وعليه من المهم تناول وجبة خفيفة قبل الذهاب للامتحان وتجنب المأكولات الدسمة ، وكذلك عدم الإكثار من القهوة والشاي صحيح أنهما منبهان للجهاز العصبي ولكن زيادة التنبيه غير مطلوبة ويكفي كوبا واحدا من أي منهما ، وكذلك يجب على الطالب أن يقوم بالتمارين الرياضية التي تساهم في تخفيض التوتر والخوف ويجب القيام بهذه التمارين والحركة الدائمة قبل الامتحان وأثنائه .
وتبعاً لمختصي الإرشاد النفسي والاجتماعي يمكن أن يكون العلاج معرفي سلوكي يساهم بتخفيف مستوى القلق الامتحاني ، فهناك مجموعة من العادات الصحية في الاستذكار تؤدي إلى خفض الخوف الإمتحاني ومنها عدم تأخير المذاكرة الجادة حتى ليلة الامتحان ، وعدم الاعتماد على الحفظ فقط إضافة للابتعاد عن المشكلات النفسية والاجتماعية و استخدام التلخيص وتحديد الأفكار الأساسية ، ومعرفة القدرات الذاتية عند كل طالب وإتباع المتابعة المستمرة منذ بداية العام للدروس و تعويد الطالب على تنظيم الوقت .